ميسون قطيفان) بعد جائزة البحرين الكبرى، خرج السائق الألماني مايكل شوماخر بتصريحه حول عدم رضاه عن نوعية إطارات بيريللي لهذا الموسم لأنها تمنعه من تقديم أقصى ما يملك، وتدفعه بأن يضغط بأقل قدر مراعياً التآكل السريع للإطارات، فكانت إطارات بيريللي حديث وتعليق معظم المتابعين لرياضة الفورمولا واحد خلال الأسبوع الماضي.
من أكثر الأمور التي يقولها معارضي إطارات بيريللي، هي أن السائق الأسرع لم تعد فرصته بالفوز كبيرة كفرصة من يستطيع أن يحافظ على إطاراته لأطول وقت. فهل هذا يعني أن السائق الأسرع أحق أن يفوز، ولكن السائق الذي كانت قيادته ألطف على الإطارات فوزه غير مستحق؟ على العكس، وفي أقرب مثال يأتي سائقي مكلارن، حيث يعطي الكثيرين الأفضلية للسائق جنسن باتون على زميله لويس هاميلتون، لأن الأول يستطيع أن يحافظ على إطاراته أكثر من الثاني والذي يعتبر أسرع منه في أكثر من مناسبة، كلاهما مهارة، وكلاهما يمكن أن تقودا صاحبهما إلى الفوز.
عملية المحافظة على الإطارات ليست أمراً سهلاً، فأن تضبط سيارتك لتلائم نوعية الإطارت المستخدمة، وأن تناسب أيضاً نوعية الحلبة ودرجة الحرارة التي تلعب دور هام في عمر الإطارات، ومن يقول بأنها قللت من دور السائق في المنافسة، فلا أعتقد بأن هذا صحيح، لأن السائق هو الأول الذي يستطيع أن ينقل الإحساس البشري بأداء الإطارات، وهو الأقدر على تحديد الوقت الأفضل لعمرها، وينقل الصورة للفريق، وبالتالي تحديد الإستراتيجية الأفضل في وقفات الصيانة، ونوعية الإطارات التي ستسخدم، فهو أول مجس يعتمد عليه الفريق، قبل أي جزء إلكتروني في السيارة، وبالتالي بيريللي لا تلغي دور السائق.
بيريللي: العنصر الأبرز في 2012
من ناحية أخرى، لاحظنا أن الفرق بدأت تقترب من بعضها، والفوارق الخيالية بدأت بالإختفاء، وهذا أمر صحي أكثر في رياضة تحتوي على 12 فريق فقط، وتلفت الإنتباه للفرق التي تكون في صفوف متأخرة، فلماذا يكون التركيز فقط دائماً على المنطلقين العشرة الأوائل، هناك أيضاً سائقين وسيارات أصبحنا نشاهد أسمائها لأول مرة تحرز أسرع لفة، وكل هذا يصب في مصلحة الرياضة لتشمل أكبر عدد من المنافسين، وعدم إحتكار المنافسة. وكان أكبر إنتقاد للموسم الماضي هو سيطرة فريق ريدبول على المنافسة.
وهناك أيضاً الرأي الذي يقول أن التآكل السريع للإطارات الحالية، يفقد السائق القدرة على أن يقدم أقصى ما يملك من أداء، لأنه يضع في أولوياته المحافظة على الإطارات أولاً، والخوف من أن ينتهي عمرها أسرع من ما هو متوقع، ولكن ما هو المؤشر الذي يمكن أن يبين لنا عن مدى ما يقدمه السائقون من أداء أقصى على الحلبة؟ هل يمكن أن يكون عدد التجاوزات مثلاً؟! فلننظر إلى آخر جائزة للآن في البحرين، حيث تم تسجيل رقم قياسي في عدد التجاوزات (73 تجاوز)، ومن المصادفة أن شوماخر هو كان صاحب أكبر عدد منها (7 تجاوزات)، وهذا مؤشر على أن المنافسة كانت قوية والسائقون يقدمون مستوى عالي وبوجود إطارات بيريللي.
بدأت إطارات بيريللي في هذا الموسم بخلق حقبة جديدة من معايير المنافسة، مثلما فعلت الإيروديناميكية في تصميم السيارات، وكل ما هو جديد سيواجه الإنتقاد والممانعة، وخصوصاً من من لا يستطيع أن يستغل هذه المتغيرات ويوجهها لمصلحته، ولكن ليس هذا هو الحل، فحالها كحال بعض القوانين التي لا تعجب بعض الفرق، فبدلاً من المطالبة بتغييرها، الأجدى أن يتم فهمها وإيجاد حل من داخل الفريق للإستفادة منها. وبالمناسبة، أن يفوز في أول أربعة سباقات أربعة سائقين مختلفين، من أربعة فرق مختلفة، في هذا الأمر كان لبيريللي دور كبير!
موضوع: اطارات بريللي من زاوية اخرى 
الإثنين أبريل 30, 2012 12:37 pm
اااو
